في عالم دائم التحول، تظل الكوارث، سواء كانت طبيعية أو ناتجة عن الإنسان، واحدة من أخطر التهديدات لأمان ورفاه مجتمعاتنا. ستظل حرائق الغابات، والفيضانات، والزلازل المدمرة، والأوبئة (كوفيد-19)، والحوادث الصناعية، والعديد من الأحداث المأساوية الأخرى تختبر باستمرار قدرتنا على التصدي والاستجابة والتعافي.

في هذا السياق، تلعب التطورات التكنولوجية دورًا حاسمًا في تحسين قدرتنا على مواجهة الكوارث. فتكنولوجيا المراقبة والاتصالات وإدارة الأزمات تساهم في تعزيز قدراتنا على التنبؤ بالكوارث، وتنسيق جهود الاستجابة، وكذا في تسريع عملية التعافي.

ففي كل مرحلة من مراحل الكارثة، يمكن استغلال التكنولوجيات : فعلى سبيل المثال، في مرحلة ما قبل الكارثة، يمكن أن تستخدم التكنولوجيا لرصد الظروف الجوية،  واستباق مخاطر الكوارث الطبيعية، وتحسين تصميم البنى التحتية.  كما تعتبر أنظمة الإنذار المبكر أيضًا مفيدة لتحذير السكان من مخاطر الكوارث الطبيعية قبل حدوثها. وخلال الأزمات، يمكن استخدام التكنولوجيا لتسهيل تنسيق فرق الإنقاذ، وتحديد مواقع الضحايا، وتحديد الاحتياجات، إلخ. وأخيرًا، في مرحلة ما بعد الكارثة، يمكن استخدام تكنولوجيا مثل الطائرات المسيرة لتقديم المساعدات الطبية في المناطق المتضررة من الكوارث، كما أن تكنولوجيات أخرى من قبيل الواقع الافتراضي أو المعزز قد تستخدم كذلك لتدريب فرق الإنقاذ على حالات الطوارئ.

من هذا المنظور، وفي إطار أيام الحماية المدنية للابتكار  2024، ينظم مركز البحث في الإعلام العلمي والتقني (السيريست) بالتعاون مع المديرية العامة للحماية المدنية الجزائرية، وجامعة يحي فارس بالمدية ، والمديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي (DGRSDT) هاكاثونًا له الأهداف الرئيسية التالية:

• تحفيز الابتكار وذلك بتجميع العقول المبدعة لحل مشكلات معقدة متعلقة بإدارة الكوارث؛
• تعزيز التعاون متعدد التخصصات والشامل من أجل تصور حلول مبتكرة ملائمة لحالات الطوارئ؛
• تطوير نماذج أولية وأفكار عملية وتشغيلية للاستجابة لتحديات محددة متعلقة بإدارة الكوارث؛
• تهيئة بيئة ملائمة للتعلم والتجريب ووضع حلول ووظائف ملموسة مخصصة لإدارة حالات الكوارث؛
• تشجيع ريادة الأعمال وتطوير الأفكار ودعم المبادرات التي لها أثر إيجابي على المجتمع في مجال الحماية المدنية.